كن رجلا رِجله في الثرى وهامة همته في الثريا
يجب أن نربأ بهمتنا عن التفاهات، وأن نتجاوز بعزيمتنا مقاصد الدنيا الفانية.. فلا تقتصر أماني العبد المسلم على تحصيل بيت وزوجة وسيارة واستراحة وعمل.. بل لا حد لمنتهاها إلا الجنة.. مناه أن يرفع نفسه بالعلوم النافعة، وأن يرقى بمجتمعه عن البطالات والتفاهات، وأن يدخل جنة عرضها الأرض والسماوات.
ومن تكن العلياء همة نفسه... فكل الذي يلقاه فيها محبب
إن رسولنا صلى الله عليه وسلم يعلمنا علو الهمة عندما يقول كما عند البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "فإذا سألتم الله فاسألوه الفردوس؛ فإنه أوسط الجنة، وأعلى الجنة، وفوقه عرش الرحمن، ومنه تفجر أنهار الجنة". ويقول صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى يحب معالي الأمور وأشرافها ويكره سَفْسَافَها". وهذا أبو بكر يشمر عن همة عالية فيقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم لما عدّ أبواب الجنة الثمانية: "ما على من دُعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟ قال: نعم، وأرجو أن تكون منهم". فيا لها من همة عالية ونفس أبية.
وأمثلة ذلك كثيرة لا تحصر.
ومن يتهيب صعود الجبال.. يعش أبد الدهر بين الحفر