الحلم أصبح حقيقة.."ناسا" تكتشف مياه على سطح القمر
أصبح غزو الفضاء يمثل التحدى الأكبر لمعظم الدول المتقدمة، وتشهد الساحة العالمية في هذه الآونة استعداد أكثر من دولة لإرسال مهمات فضائية لدراسة القمر بشكل أكثر عمقاً من مهمات القرن الماضي، وذلك للبحث عن الماء والجليد والمعادن ودراسة سبل تطويره بهدف بناء مستوطنات بشرية على سطحه.
وفي هذا الصدد، اكتشف علماء أمريكيون أن تجربة صدم صاروخ ومسبار فضائيين بسطح القمر التي أجرتها "ناسا" الشهر الماضي للتأكد من وجود المياه على سطح الكوكب، قد "أثبتت نجاحا باهرا".
وأشار العلماء الذين قاموا بدراسة المعلومات التي جمعتها بعثة الوكالة، إلى أن الأدوات والأجهزة الدقيقة التي تم تصميمها بشكل يمكنها من تحسس الرذاذ والبخار الناجم عن عمليتي التصادم، أثبتت العثور على كميات وافرة من الجليد المائي وبخار الماء على القمر.
وكانت "ناسا" قد أعلنت أن خبراءها عثروا على "كميات كبيرة" من المياه المتجمدة على سطح القمر، مؤكدين أن مهمة اكتشاف المياه في الجانب المظلم من القمر قد تكللت بالنجاح، واعتبرت "ناسا" أن الاكتشاف "يدشن مرحلة جديدة في فهم القمر.
وجاء الاكتشاف الجديد نتيجة لتجربة الشهر الماضي، حيث ارتطم الصاروخ والمسبار بحفرة كبيرة مظلمة تقع في منطقة القطب الجنوبي للقمر ويبلغ عرضها 100 كيلو متر، وذلك على أمل جعل الجليد ينبثق من المنطقة في حال وجوده.
وارتطم الصاروخ بالمنطقة المذكورة بسرعة 9 آلاف كيلومتر في الساعة، وبعد أربع دقائق فقط تلاه ارتطام المسبار المحمل بكاميرات تصوير لتوثيق تفاصيل الارتطام الأولى.
يُذكر أن ثلاث بعثات فضاء سابقة إلى القمر كانت قد أظهرت أن هنالك ثمة أدلة واضحة على وجود المياه على سطحه، وتتركز المياه في المنطقتين القطبيتين للقمر، وربما تشكلت نتيجة الرياح الشمسية.
أدلة جديدة على وجود مياه في القمر
أظهرت ثلاث بعثات فضائية منفصلة إلى القمر أن هناك أدلة واضحة على وجود المياه في سطحه، وتتركز المياه في قطبي القمر وربما تشكلت نتيجة الرياح الشمسية.
وكشفت التقارير البحثية أن المياه تتحرك بشكل دوري ومتتابع، وتشكلت ربما بفعل اختلاط الجسيمات بالغبار الموجود على سطح القمر.
وأكدت الباحثة كارل بيترز من جامعة براون، أن المعطيات التي توصل إليها المسبار الهندي إلى القمر تثبت أن هناك أدلة على وجود كميات من المياه في سطح القمر، ويبدو أن المياه التي عثر عليها تتميز بكثافة عالية ومتركزة في المناطق القريبة من قطبي القمر.
وأوضحت بيترز أن هذه التقارير التي تتحدث عن وجود مياه في سطح القمر تتزامن مع الاهتمام الكبير باحتمال وجود كميات من المياه في قطبي القمر.
يُذكر أن القمر معروف بأنه أكثر جفافاً من أي منطقة صحراوية على كوكب الأرض، ويعود الفضل في اكتشاف آثار على وجود كميات من المياه إلى المعدات الأمريكية التي حملتها أول بعثة فضائية هندية إلى القمر.