الشبكات الاجتماعية هل تكون مصادر معلومات الشركات في المستقبل ؟
ستيفن بروبيست مدير قطاع التكنولوجيا "بتيراداتا"
الفيس بوك, وماي سبيس, وتويتر وغيرها من الشبكات الاجتماعية علي شبكة الانترنت هي الهدف القادمة للشركات الباحثة عن مصادر جديدة للمعلومات ليست فقط للتسويق ونشر منتجاتها ولكن أيضا لدعم أفكارها لطرح منتجات أو خدمات جديدة.. ببساطة سوف تستعين الشركات بالمواقع الاجتماعية كمصدر رئيسي للبيانات لكي تعرف ماذا يريد الناس وكيف يريدون ذلك.. وأي سعر يرونه مناسباً وملائماً لظروفهم.. الفكرة ليست من ضرب الخيال ولا تمثل توقعات مستقبلية هذه الأفكار تمثل إستراتيجية أساسية تسعى لها حالياً الشركات العالمية.. وأيضا بعض الشركات التي تعمل في مصر تفكر في استخدام هذا الفكر.
لكي نعرف القصة كيف وصلت إلي الشبكات الاجتماعية يجب أن نعرف من أين تأتي الشركات وقطاعات الإعمال بالمعلومات التي تتخذ بموجبها القرار؟ قد يبدو سؤال كلاسيكي وتقليدي جدا, ولكن أساس قواعد البيانات المختلفة تأتي من إدارات المبيعات والتسويق والمشتريات والموارد البشرية والتوزيع والتشغيل والاتفاقيات وغيرها ولكل إدارة نظامها وتطبيقاتها المختلفة التي تعمل عليها ومن هنا ظهرت الحاجة لحلول مستودعات بيانات Data Warehousing لكي تجمع كل البيانات المتفرقة وتتيحها في بيئة معلوماتية واحدة يمكن استخلاص التقارير والمعلومات التحليلة القائمة علي بيانات قادمة من أكثر من تطبيق.
الصورة أصبحت عريضة للغاية وأكثر عمقاًُ وتمددت لتشمل كل بيئة يمكن استخلاص أي بيانات منها, وفي مؤتمر ومعرض " تيراداتا لمستودعات البيانات" والذي يعد اكبر تجمع من نوعه في منطقة أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا والذي عقد هذا العام باسطنبول كانت الشبكات الاجتماعية تمثل حدث العام ويقول دكتور ستيفن بروبيست مدير قطاع التكنولوجيا "بتيراداتا" :" دائماً ما يكون هناك احتياج لمصادر بيانات جديدة كلما توسعت المؤسسات وكلما زاد روافد تلك البيانات, والشبكات الاجتماعية أصبحت مصدر رئيسي يمكن جمع البيانات من خلاله"."
الموضوعات الساخنة
وحول ابرز النقاط التي يراها تمثل الموضوعات الساخنة في قطاع مستودعات البيانات يقول دكتور بروبست:" بعد انقضاء الأشهر الأولي من الأزمة المالية أصبح التفكير أكثر كيف سنعيد النمو, وكان تفكيرنا في تيراداتا حول تحويل ذلك إلي أدوات معلوماتية تتيح لتلك الشركات أن تعرف أين ستضع قدمها مستعينة, بفكر Green الحلول الخضراء الموفرة للطاقة والمخفض للتكاليف أيضا مع السعي لحلول تخفض التكاليف وتزيد الإنتاجية الإجمالية ومعلومات Real Time ستحقق هذا إذا كانت تعمل وفق أنظمة تحقيق وتدقيق سريع للبيانات"
ويضيف:" المعلومات القادمة من الشبكات الاجتماعية ومن محتوي المستخدمين من علي شبكة الانترنت ستمثل عنصر حاسم في توجهات السوق, وهو ما سنسعى إلي دعمه بقوة في الفترة القادمة"
وتطرق ستيفن لفكر ما وراء ذكاء الإعمال Beyond Intelligence والتي تبدأ من مراحل انتقاء البيانات وتخزينها ووضعها في تطبيقات وتحليلها بصورة ذكية لحظية"
الخصوصية
السؤال البديهي الذي سيتبادر لذهن جمهور المستخدمين بمجرد التفكير في أن الشركات تسعي إلي الحصول علي معلومات عنهم عن طريق الشبكات الاجتماعية هو الخصوصية والبيانات الشخصية ويقول هيرمان ويمير نائب رئيس تيراداتا لمنطقة الشرق أوربا والشرق الأوسط وأفريقيا:" الصورة لن تكن تلصص أو محاولة الحصول علي معلومات شخصية الأمر أشبه بمحاولة جمع معلومات عن عادات الاستخدام وطرق تفكير المستخدمين لتقديم ما يناسبهم".
ويري اوليفر راتزيسبرجر مدير عمليات موقع eBay اشهر مواقع التسويق حول العالم:" أن الأمر في الوقت الحالي يستدعي الاتفاق علي جهة تنظيمة تكون مسئولة عن التفريق بين المعلومات الشخصية ومعلومات وعادات الاستخدام, ويضيف في أمريكا مثلاً هناك يفضلون أن تتولي الشركات والقطاع الخاص هذه المسالة بينما في أوربا يفضلون الحكومات وفي دول أخري يفضلونها منظمات مدنية, ولكن المهم في نهاية الأمر ان تكون هناك صيغ تنظيمية يحترمها الجميع".
مراقبة عادات الاستخدام مدخل رئيسي ركز عليه اوليفر, وقال:" متابعة ما يقوم به المستخدمين والخدمات التي تجذيهم والتي لا تجذبهم وردود أفعالهم المختلفة وتحليل ذلك في الإطار ألزماني من خلال تاريخ البيانات القديمة, والإطار المكاني من مواقعهم الجغرافية, مكننا من تلافي الاستمرار في خدمات وعروض ليست مجزية وبالعكس ركزنا علي خدمات اثبت عادات الاستخدام انها اكثر التصاقاً باحتياجات المستخدمين".
فكرة البيانات كخدمات أساسية أصبحت مصدر دخلي كبير للشركات التي تملك قواعد بيانات كبيرة, ويقول اوليفر الأمر لا يتوقف عند فكر قواعد البيانات فمستودعات البيانات ورحلة تحليل تلك البيانات هي النقطة الفاصلة من كونها خدمة كاملة أو مجرد معلومة مجردة, وطالب بالتركيز أكثر علي حلول وتطبيقات إتاحة هذه البيانات في الوقت الحقيقيReal Time مما يساعد علي اختصار أوقات كثيرة وحسب قوله يمكنها إن تفرق ملايين الدولارات.
السوق المصري
على الرغم من ان "تيرادتا" تملك عمليات واسعة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلا أنها لا تملك إلا مكتب وحيد رسمي في تلك المنطقة مقره مصر, الذي تأسس رسمياً فور انفصالها عن NCR قبل عامين وتضاعف حجم العاملين فيهم مرتين حسب قول خالد حمودة مدير عام الشركة في مصر, ويقول:" تمثل مصر نقطة محورية هامة في المنطقة ويستضيف فريق العمل في الشركة مركز دعم فني يقدم استشارته الفنية للعديد من عملاء "تيرادات" في مختلف دول العالم.
ويضيف:" نتحرك من السوق المصري حالياً لتقديم خدمات وحلول تيراداتا للكثير من دول شمال افريقيا والخليج ونسعى إلي التوسع أفريقيا لوسط القارة, لزيادة نسبة العمليات الخارجية لمكتب مصر والتي وصلت إلي 21% من إجمالي عملياتنا".
وأشار إلي أن عمليات تيراداتا في مصر بنهاية 2008 حققت نمو كبير وصل إلي 20%, وقال "نسعى إلي المحافظة علي نسب النمو التي تحققت وسنعلم على زيادتها أيضا في 2009 رغم الأزمة العالمية ويعزز موقفنا نتائج الربع الأول من هذا العام التي جاءت أفضل من سابقة ".
وكشف حمودة عن الخط في التوسع في قنوات الشركاء المحليين في قطاع بعينها مثل الخدمات الحكومية والبنوك والحلول المتكاملة, ويقول:" لدينا في مصر مجموعة كبيرة من الشركات المحلية القادرة علي بناء منظومة جيدة من التعاون محلياً وإقليميا".
تسهيل القرار
المصرية للاتصالات كانت حاضرة أيضا في مؤتمر " تنيراداتا" لمستودعات البيانات ويقول المهندس عماد الأزهري نائب رئيس الشركة للقطاع التجاري:" قبل فترة اتخذنا قرار تطبيق أنظمة تيراداتا لمستودعات البيانات لدينا وبدأت هذه الأنظمة بمدادنا بمعلومات وليس مجرد بيانات من مختلف قطاعات العمل بالشركة".
وقال:" التطور الحاصل في صناعة مستودعات البيانات سهل الأمر كثيراً علي متخذي القرار مع توافر معلومات لحظية وافية عن سير العمل والعروض والخطط التسويقية" وأضاف قائلاً :" الفترة القادمة ستشهد العديد من العروض التسويقية التي اتخذناها بناء علي المعلومات الواردة إلينا من مستودعات البيانات التي وضحت بدقة ما المناسب لعملائنا وفق للتوزيع الجغرافي وعادات الاستخدام وطرق الدفع"
بوابة التجارة
النموذج المصري كان حاضراً بقوة في هذه الدورة من مؤتمر ومعرض " تيرداتا 2009" وكانت البداية مع دكتور سمير الجمال مستشار وزير التجارة للمعلومات الذي شارك كمتحدث رئيسي في احدي الجلسات الرئيسية للمؤتمر وأيضا شارك في المنتدى التركي مستعرضاً تجربة الهيئة المصرية للصادرات والواردات لميكنة نظم المعلومات وبناء مستودعات بيانات, ويقول الدكتور سمير الجمال مستشار وزير التجارة للمعلومات :" التجربة المصرية بدأت قبل أربع أعوام بهدف بناء نظام معلومات قوي موحد وموثوق لمختلف القطاعات التصدير والاستيراد يقضي علي ظاهرة تباين المعلومات واختلافها من إدارة حكومية لآخري".
الفوائد العادة من المشروع كبيرة ويقول دكتور الجمال:" امتلاك وفرة في البيانات المختلفة الصحيحة التي تعطي لمتخذي القرار فور طلبها ليست بالفائدة الهينة فهي تمثل المقدمة الصحيحة لأي قرار, والتعامل الجيد لوزارة التجارة المصرية مع الأزمة المالية العالمية بسرعة وكفاءة كان احد أهم عوامل توافر معلومات موثوق بها عند الحاجة".
رغم أن المشروع انتهي العمل فيه قبل فترة إلا أن هناك مازالت مشروعات أخري للتطوير والاستفادة من البنية القوية التي تأسست, حسب قول مستشار وزير التجارة للمعلومات الذي أشار إلي إن الخطوة القامة سننتهي منها في النصف الثاني من هذا العام, ويقول:" نهدف إلي بناء بوابة متكاملة علي شبكة الانترنت لمعلومات التجارة Egy Trader ستكون منظومة معلومات كاملة للسلع والخدمات والصفقات والعقود والاتفاقيات الدولية التي تهم قطاع التجارة في مصر"
الإدارة بالرسائل القصيرة
من بين الكثير من شركات الاتصالات العالمية التي شاركت في الحدث والتي تربطها علاقات وثيقة بشركة تيراداتا التي تعمل مع 74% من شركات الاتصالات في مختلف دول العالم وقع الاختيار علي شركة اتصالات مصر لكي تعرض تجربتها التي قدم لها ستيف بروبست نائب رئيس تيراداتا.
ويقول محمد عبد الرحيم مدير إدارة نظم المعلومات بشركة اتصالات مصر:" صعوبة المهمة إلى قمنا بها تأتي من أنها جاءت من الصفر فقبل عامين بدأت الشركة عملها في مصر وكان علينا البدء فوراً في بناء نظام معلومات قوي جاهز للعمل بكفاءة من أول يوم, وبالتعاون مع فريق تيراداتا بدأت المهمة واستطعنا أن نتعامل مع 17 نظام وتطبيق مختلف في نفس الوقت".
وأضاف محمد عبد الرحيم قائلاً لجمهور الحاضرين في مؤتمر " تيرداتا"" خلال بناء منظومة العمل كان العمل يتم علي ثلاثة مراحلها الأولي خاصة تجميع البيانات من مختلف مصادرها سواء كانت ناتجة عن تطبيقات او أنظمة عمل أساسية, ثم تدخل لمرحلة تكوين مستودعات البيانات تثبيت أدوات التنقيب علي البيانات Data Mining ثم تأتى المرحلة الأخيرة وهي مرحلة التقارير والمعلومات التحليلية".
الإدارة بالرسائل القصيرة SMS فكر إداري بداء قبل فترة خاصة في شركات الاتصالات وقطاعات التوزيع ولكن مع الزمن تتطور كثيراً ويقول عبد الرحيم:" نسابق الزمن حالياً لتطوير الأنظمة التي نعمل بها لتكون قادرة على توفير سيولة مرورية للمعلومات المتدفقة التي نحولها الي تقارير وتحليلات فنية لحظية ترسل لمتخذي القرار بأكثر من طريقة منها SMS التي تكون مباشرة فور أي عرض او خدمة او إعلان جديد".